التحف النحاسية
وقد امتـد تطور الزخرفة فى التحف النحاسية الى الزخارف النباتية والهندسية التى رايناهـا فى الحفر على الخشب ولكن فضلا عن ذلك يشهد العصر المماليك تطورا آخر فى التحف النحاسية وذلك بتطبيقها أو تكفيتها بالذهـب والفضة وسبق أن ذكرنا فى اسواق القـاهـرة انه كانت بها سوق خاصة لهذة الصناعة هـى ( سوق الكفتيين ) وذكرنا طرفا من المصنوعات النحاسية المكفتة ولاشك أن القرن الثالث عشر الميلادى هـو العصر الذهـبى للتحف النحاسية الفاخرة المكفتة وزخارف هـذه التحف ذات نضرة وبهاء يكسبان التحفة بريقا ولمعانا تظهر فيها الأساليب الفنية الايرانية ولقد انتقلت هـذه الصناعة الى القاهـرة من الموصل بعد سقوطها فى يد المغول ولقيت فى مصر رواجا عظيما حتى ان كل شخص كان يحرص على اقتناء بعض الأوانى النحاسية ويقول المقريزى : ( انه كان لايخلو بيت بالقاهـرة ومصر من عدة قطع نحاس مكفت ) وبالمتحف الاسلامى بالقاهـرة مجموعة كبيرة من تلك الآوانى بمختلف أنواعها من صوان وكراسى وشماعد ومقالم وتنانير وشبابيك وأبواب ومن أجمل هـذه التحف كرسيان من عهد الناصر محمد قلاوون مصنوعان من النحاس المخرم والمنقوش ويحمل أحدهـما اسم صانعه محمد بن سنقر البغدادى السنانى وتاريخ صنعه وهـو سنة 728هـ ( 1327م) فى عهد الناصر محمد بن قلاوون ولما كانت وسائل الاضاءة قديما تعتمد على استعمال الزيوت والشموع فقد قامت صناعة المشكاوات والشماعد والتنانير( الـثريات ) وكلها قد تناولها الصناع بالنقش والزخرفة فصارت كل قطعة منها تحفة فنية رائعة ومن أجمل الشماعد المحفوظة بالمتحف الاسلامى بالقاهـرة شمعدان صنع بأمر السلطان قايتباى سنة 887هـ ( 1482م) ليهدى الى الحرم النبوى الشريف بالمدينة وقوام زخارفه كتابات تظهر بوضوح على أرضية من سيقان وفروع نباتية وزهـور وتنتهى حروف الكتابة بأشكال تشبه المقص ومن أجمل المقالم مقلمة من النحاس مكفتة بالذهـب والفضة باسم السلطان الملك المنصور محمد المتوفى سنة 764هـ ( 1363م) ومن أجمل التنانير تنور باسم السلطان حسن مؤرخ سنة 763هـ ( 1361م) مصنوع من النحاس على شكل منشور مثمن وفوق التنور قبة التنور قبة صغيرة وهـلال ولاتزال كثير من مساجد المماليك تحتفظ بشبابيكها وأبوابها المكفتة بالذهـب والفضة كأبواب مدرسة السلطان حسن ومصراعى باب جامع السلطان برقوق